زكرياء للثقافة العامة زكرياء للثقافة العامة

حكاية بطل أضاع قصته



#ادريانو💔

حكاية بطل أضاع قصته .


لم أجد عنوان أفضل من هذا العنوان لوصيف مسيرة أدريانو ، أو كما يُلقب ( الأمبراطور ) . 
سقوط مسيرته بهذا الشكل كان محزنًا للكثير وخاصة بسبب الموهبة التي كان يملكها وجعلته ايقونة في كل أنحاء العالم وجعل اسمه حديث للعالم بقيادته للبرازيل بلقب كوبا أميريكا عام 2004 حين كان عمره 21 سنة فقط . 
بتلك البطولة هو من أنقذ البرازيل من خسارة اللقب بالنهائي حيث سجل هدف بالدقيقة الأخيرة ضد الأرجنتين ، سجل هدف البرازيل الوحيد بالنصف ضد الأورغواي ، سجل ثنائية ضد المكسيك بالربع ، وسجل هاتريك بدور المجموعات ضد كوستاريكا ليكون هو هداف البطولة .

بعام 2011 نشر الصحفي المشهور تيم فيكيري والمختص بمواضيع كرة القدم في البرازيل مقال عن ادريانو ، وصف به ادريانو بأنه كان فراشة مكسورة الأجنحة تركض على عجلة لأنها تدرك بأن شيء سيء قادم لها ، قال بأن لعب كأس القارات 2003,2005 وكوبا أميريكا 2004 وكأس العالم 2006 وشارك في جميع المباريات مع ناديه جعلته ينسى معنى الراحة . 
واضاف : " على الرغم من قوته الجسدية لكن كان هناك طفل ضائع بأعين ادريانو بعد مفارقة والده الحياة " 

وبموضوع والده هناك نقطة اتفق عليها معظم الكتاب وهي : " أدريانو قال عدة مرات بأنه كان يلعب كرة القدم ليجعل والده سعيدًا ، لكن بعد رحيل والده لم يعد لأدريانو أي دافع " 

بعام 2009 كان هناك مقابلة مع ادريانو قال بها : " لقد فقدت البهجة في لعب كرة القدم وأنا اريد الحصول على استراحة ، منذ أن كان عمري 18 سنة وأنا اتعرض للضغوطات ، أريد فقط الاستراحة والبقاء مع عائلتي لأكون سعيد " 
تلك الكلمات من لاعب مازال عمره 27 سنة ! 

في مقال بعنوان سقوط الامبراطور لبين جابولو الذي اعتقد بأن ادريانو يعُتبر واحد من أعظم الألغاز في القرن الحادي والعشرين .
زانيتي يقول : " رأيته في غرفته ، رمى الهاتف وبدأ بالصراخ ، لا يمكنك أن تتخيل هذا النوع من الصراخ ، بتلك الليلة توفي والده " 
قال بين جابولو عن ماحدث بأننا كنا أمام لاعب جعل العالم تحت أقدامه والوحيد الذي يذكرنا بالظاهرة رونالدو ، كان البعض يتخيل حمله لكأس العالم لكنه فقد عموده الفقري بالحياة . 

الصحفي جوناثان فادوغبا يقول : " بعد وفاة والده لم تظهر الأعراض السلبية على أدريانو فورًا ، لكنه سقط في اكتئاب عميق وذكر الصحفي بأن ادريانو كان يركز على جملة : " السعادة في الأشياء الصغيرة " . 

نعود لزانيتي الذي وصف موهبته كالتالي : " هذا هو رونالدو الجديد ، لديه كل شيء ، القوة ، المراوغة ، السرعة ، قوة التسديدات ، ادرك بأنه من الأحياء الفقيرة وهذا أخافني كثيرًا ، لقد رأيت الخطر هناك ، صعب جدًا أن تصبح ثريًا ولم يكن لديك شيء من قبل ، كنت أخشى أن يقع بمشكلة " 
جلست أنا وكوردوبا معه وقلنا له : " هل تعلم بأنك تملك مزيج من رونالدو وابراهيموفيتش ، هل تعلم بأنه يمكن أن تكون الأفضل في العالم ؟ " 
" لم ننجح في اخراجه من اكتئابه وربما كانت هذه أكبر هزيمة لي ، لا يزال الأمر يؤلمني لأنني كنت عاجز تمامًا " 
هذا الشيء أكده مورينيو حين كان مدرب للانتر ومعه أدريانو حين قال : " أنا لسا قلق عليه كلاعب ، أنا قلق عليه كرجل " 
كلمات مورينيو وزانيتي تشرح مرحلة الاكتئاب التي مر بها أدريانو والتي وصفها الصحفي سام ماغواير بأنها أكثر قصة مأسوية بعالم كرة القدم الحديثة بعنوان " ماذا لو ؟ " 

بعد نهاية الكوبا خرج ادريانو قائلًا في اول كلمة له : " هذا اللقب لوالدي ، أنا لا شيء بدونه " 
ايضًا المدرب بيريرا قال : " أدريانو سيصنع التاريخ ، بدون أي شك هو مهاجم البرازيل للمونديلات الثلاث القادمة " 
" في ذلك الوقت ، شعرت بالسعادة فقط حين أشرب ، لا استطيع النوم إلا حين اشرب " 
تلك كانت كلمات أدريانو عام 2017 حين وصف تلك الفترة بعد وفاة والده . 

بالنهاية كنا أمام موهبة عظيمة ، لكن ذلك السقوط بالاكتئاب ومعالجته بالكحول كان الطريق لضياع موهبة تم وضعها كخليفة للاعب  مثل الظاهرة رونالدو . 
مكالمة واحدة فقط غيرت حياة اديانو تمامًا وجعلنا نشاهد سقوطه أمامنا ، لكنه صنع لنا بعض الذكريات الجميلة وبعض الدروس في الحياة التي يجب أن نتبعها .



التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

زكرياء للثقافة العامة

2016