أيستحق الرجاء الرياضي لقب نادي القرن؟
في تقرير له عن الأندية الإفريقية مطلع القرن الجاري، صنف الفيفا لائحة لأفضل النوادي بالقرن العشرين، حيث حل الرجاء الرياضي ثالثا خلف كل من الأهلي والزمالك المصريين، ما يعني أحقيته بلقب نادي القرن في المغرب حسب أعلى سلطة كروية بالعالم. لكن بعيدا عن تصنيف الإتحاد الدولي لكرة القدم، نتسائل بدورنا عن الأسباب التي دفعت الفيفا لهذا الإختيار، وهل يستحق الرجاء فعلا لقب نادي القرن؟
إن أحقية الرجاء بهذا اللقب لا تقاس فقط بالجانب الرياضي بل تتجاوزه لتلامس الجانب الإنساني و السوسيولوجي، فنادي الرجاء الرياضي طبع ماركة مسجلة باسمه فوق العشب الأخضر أسر بها ملايين العشاق من كافة ربوع العالم، وصار بذلك مرجعية تاريخية ذات هوية رجاوية، لذا فتعلق الجماهير بفريق الرجاء منذ تأسيسه يستحق دراسة علمية تحلل سبب عشق القلوب لهذا الشعار دون رابط مادي. جميعنا نعلم أن السنوات الأولى من الممارسة الكروية في المغرب كان فيها البوديوم حكرا على أندية دون أخرى، خاصة الوداد و الجيش، في الوقت الذي كان فيه الرجاء يثبت جذوره في أرض الرياضة الوطنية بأسلوب لعبه الفرجوي، ليوسع بذلك قاعدته الجماهيرية و ينقش هويته الخاصة بعيدا عن الألقاب. هاته الجذور هي جناح النسر التي ستطير به فور إكتمال نموها ليحلق فوق كل من سبقه من الأندية المغربية ضاربا عرض الحائط أرقامهم وألقابهم ليتجاوزها مع نهاية القرن الماضي.
ويظل إنجاز كأس العالم للأندية سنة 2000 خير ختام لقرن التألق الرجاوي الذي حقق فيه سبع بطولات منها ستة على التوالي، إضافة لخمسة ألقاب قارية، الكأس الإفريقية الممتازة أو "السوبر الإفريقي"، الكأس الأفروأسيوية، و ثلاثة ألقاب عصبة الأبطال الإفريقية التي خولت له آخرها مشاركة أولى في كأس العالم للأندية بالبرازيل حيث قارع كبار ريال مدريد الإسباني فوق مسرح الماراكانا.
إن اعتبار الرجاء الرياضي ناديا للقرن بالمغرب أمر بديهي نظير مساره المشع طيلة القرن، حيث حلق من دروب درب السلطان لأزقة ريو ديجانيرو آسرا بذلك قلوب الملايين من عشاق كرة القدم بالمغرب والخارج، كما أن القرن الموالي شهد تكريسا للمكانة الأصلية لأبناء المڭانة، حيث بلغ الأخضر نهائي كأس العالم للأندية 2013 مزيلا كبار العالم ومنصبا نفسه ناديا للقرن الجديد بامتياز.
الرجاء العالمي 💚💚💚
RépondreSupprimer